حائل لا تُختزل في الكرم

معالم غائبة عن الذكر 

في الجزء الشمالي من المملكة، وتحديدًا بين جبلي أجا وسلمى، تستقبلك التحيّة الحائلية «يا بعد حيّي» بحفاوة غير مستغربة من أهلها الذين حملوا ـ ولا يزالون ـ أعراف الجود والكرم العربي منذ القدم. لكن لحائل أبعادًا أخرى تتجاوز كونها رمزًا للكرم؛ فهي مدينة ذات عمق تاريخي يتجلى في مواقع أثرية ونقوش محفورة منذ آلاف السنين. أضف إلى ذلك تضاريسها المتنوعة من مرتفعات وجبال وأودية وسهول ممتدة، مشكلةً لوحة جمالية معلّقة على خارطة المملكة.

الفنون الصخرية 

في حائل، لن تجد الآثار داخل المتاحف المغلقة؛ فهي على عكس باقي المدن، تعرض النقوش القديمة في الهواء الطلق. فعلى جبالها تنتشر أكبر وأغنى مجموعة من الفن الصخري في المملكة والمنطقة المحيطة. ويُعد جبل «أم سنمان» في مدينة جبة شمال غرب حائل أحد هذه المتاحف المفتوحة، وقد سُمّي بهذا الاسم لتشابه تكوينه مع شكل الجمل ذي السنامين وهو مستقرّ على الأرض.

سلسلة الفنون الصخرية لا تقف هنا، بل تمتد على طول جبلي راط والمنجور جنوب حائل، وهناك تشهد نقوش هذين الموقعين على حرفة ودقة إنسان ذاك العصر، الذي نقل لنا صورَ الحياة الآدمية والحيوانية قبل 14,000 سنة، عبر رسومٍ طوليةٍ يصل ارتفاع إحداها إلى 12 مترًا.

القلاع والمواقع التاريخية

على ارتفاع جبل أعيرف، وفي قلب مدينة حائل، تقع قلعة أعيرف التاريخية التي يعود بناؤها إلى عام 1840م، لتكون مبنًى عسكريًا يضم أبراجًا وفتحات مراقبة ترصد أولى تحرّكات الأعداء وتشكّل خط الدفاع الأول. وبعد أن كانت حصنًا منيعًا في الماضي، غدت اليوم معلمًا سياحيًا يسهل الوصول إليه وسط المدينة، يضم متحفًا أثريًا ويطلّ على المزارع والأسواق والأحياء التاريخية من حوله.

لا يسعنا عند ذكر حائل إلا أن نربطها بالكرم، حتى أصبحت هاتان الكلمتان مترادفتين في ذهن المجتمع، صارفين النظر عن أي قاموس أو معجم.

وقد استحقّت حائل هذا الربط، لكنها تستحق أيضًا أن نذكر معالمها الأثرية وعمقها التاريخي الضارب في جذور القدم.

حائل مدينة تستحق الزيارة لرؤية جانبها الخفي. اقضِ صيفك في حائل واحجز سكنك مع جاذر إن.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *