في جنوب المملكة، وسط جبال السروات، تطل الباحة كلوحة مرسومة بريشة الطبيعة. مدينة خضراء، يلامس فيها الضباب قمم الجبال، وتتناثر فيها القرى الحجرية على سفوح الوديان. بين مناخها المعتدل، وتضاريسها المدهشة، وتراثها العريق، تبرز الباحة كإحدى أجمل مدن الجنوب بطابعها المختلف عن باقي مناطق المملكة.
تبدأ يومك بنزهة في غابة رغدان، أحد أشهر معالم المدينة، حيث تمتد الأشجار الشاهقة وتتكامل مناظرها مع منصات المشي وأماكن الجلوس المطلة على منحدرات مذهلة. نسيمها عليل، وأجواؤها مثالية لعشاق الهدوء أو الرحلات العائلية.

من هناك، قد تقودك خطاك إلى أحد الأسواق الشعبية الأسبوعية، حيث يمتزج عبق البن الطازج مع رائحة البخور، وتُعرض المنتجات المحلية من عسل وسمن وأقمشة يدوية.
وإذا كنت من محبي المغامرة، لا تفوّت زيارة جبل شدا الأعلى، الذي يخفي كهوفًا صخرية وتشكيلات جيولوجية نادرة، وفيه تنبت أعشاب لا تجدها إلا في هذه المنطقة. المشي فيه تجربة مليئة بالتحدي، لكنها أيضًا محفوفة بالجمال.

أما في المساء، فالأجواء مختلفة. تغيب الشمس وتترك خلفها ضبابًا خفيفًا، والمقاهي المطلة على المرتفعات تبدأ بإضاءة خافتة وموسيقى هادئة. هناك، تعيش لحظة صفاء، وكأن كل شيء حولك يهمس بالسكينة.
الباحة مناسبة لكل من يبحث عن ملاذ بعيد عن الصخب. مثالية للرحلات العائلية، وملهمة للكتّاب والمصورين، ومليئة بالدهشة لمن يراها أول مرة. فيها تتنقل من القرية إلى الغابة، ومن الجبل إلى الوادي، دون أن تفقد شعور الانتماء للمكان.
في كل زاوية من الباحة شيء يستحق الوقوف، من غاباتها التي تعانق الضباب، إلى قراها التي تختزل الزمن. ليست مجرد وجهة صيفية، بل استراحة روح وسط الجبال.
